الخطوات الأولى للبيع بطريقة أكثر ذكاءا

عش في حدود يومك

عش في حدود يومك

عش في حدود يومك


-من أخطاء الإنسان أن ينوء في حاضره بأعباء مستقبله الطويل ، والمرء حين يؤمل ينطلق تفكيره في خط لا نهاية له. وما أسرع الوساوس والأوهام إلى اعتراض هذا التفكير المرسل ، ثم إلى تحويله هموما جاثمة ، وهواجس مقبضة 

- لماذا تخامرك الريبة و يخالجك القلق؟! عش في حدود يومك فذاك أجدر بك و أصلح لك

-حيث أن الرجال الناجحون ، رجال لم يتعلقوا بالغد المرتقب ، بل إنغمسوا إلى الأذقان في حاضرهم وحده يواجهون مطالبهم و يعالجون مشكلاته فأمّنو بذلك المسلك الراشد ليومهم وغدهم جميعا، ثم أهدوا لنا خلاصات تجاربهم في هذه الكلمات (ليس لنا أن نتطلع إلى هدف يلوح لنا باهتا من بعيد ، وإنما علينا أن ننجز مابين أيدينا من عمل واضح بيّن) 


- والعيش في حدود اليوم يتسّق مع قول الرّسول صلى الله عليه وسلم :(من أصبح آمنا في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) إنك تملك العالم كله يوم تجمع هذه العناصر كلها في يديك فاحذر أن تحقرها


- إن الأمان والعافية و كفاية يوم واحد تتيح للعقل أن يفكر في هدوء و استقامة تفكيرا قد يغير به مجرى التاريخ كله ، إن هذه النعم الميسرة ضمان كبير لصاحبها كي يقطع من الزمن فترة كاملة الإنتاج خالية من العوائق و المثبطات.


- والحق أن استعجال الضوائق التي لم يحن موعدها حمق كبير ، وغالبا مايكون ذلك تجسيدا لأوهام خلقها التشاؤم، ولو كان المرء مصيبا فيما يتوقع فإن إفساد الحاضر بشؤون المستقبل خطأ كبير، والواجب أن يستفتح الإنسان يومه وكأن اليوم عالم مستقل بما يحويه من زمان ومكان.


- والذين لا يشكون الحرمان (لأنهم أوتوا الكثير) قلما ينتفعون بما أوتو إذا هم فقدوا الطاقة النفسية على استغلال ما معهم و الإفادة مما حولهم.


** العيش في حدود اليوم لا يعني تجاهل المستقبل:


-على أن العيش في حدود اليوم لا يعني تجاهل المستقبل أو ترك الإعداد له، لأن اهتمام المرء بغده و تفكيره فيه رجاحة عقل 
- وهناك فارق بين الإهتمام بالمستقبل و الإغتمام به ، بين الإستعداد له والإستغراق فيه، بين التيقظ في استغلال اليوم الحاضر وبين التوجس المربك المحير مما قد يفسد به الغد.







تعليقات